لحظه يقف فيها الزمن

حبيب نادته الغربة، فبدت له كالحورية تتغاوى بسحرها حتى يلبّي الدعوة
خضع لإغرائها، وهذه هي قسوة الحياة
يجهل المرء مصيره وكأن هذا ثمن يدفعه دين لسنين عمره
يتعقب مستقبله كالطفل يقف تارة ويقع أخرى

أما وداع حبيبته فكان أمَرُّ ما يتحمله الانسان، بسلخ روحه عن جسده
فما هي إللاّ حبيبة مخلصة وما هو إللاّ أغلى إنسان
حيث حلم قلبها أن تسكن عينيه وأن ترافق نبض قلبه
ركع واضعاً رأسه بين يديها لتلملم روحه، دون استطاعة النظر الى بركان عينيها
لم تبدو حزينة... لكنها مذبوحة الاعماق
فبعد رحيله لن تستيقظ على فجر عينيه ولن تغفو على قمرهما
حتى شعرت بأن كل شيء من حولها قد توقف الزمن عنده
وكأن الوقت لن يمضِ بعد الآن
لكن الدنيا غير آبهة لعذابهما
فما دمعهما سوى نقطة من بحر دموعها
وما سعادتهما إللاّ بلقياها مشرقة
ولكن حزنهما ليس بمغيبها